تطلق منظمة الصحة العالمية (المنظمة) اليوم أول مسح عالمي لفهم احتياجات جميع المصابين بالسرطان وتلبيتها على نحو أفضل. ويندرج هذا المسح ضمن حملة أوسع نطاقاً، صُمِّمت لغرض إعلاء أصوات المصابين بالسرطان - الناجين والقائمين على الرعاية والمفقودين – كجزء من إطار المنظمة الخاص بالمشاركة الهادفة للمصابين بالأمراض غير السارية، وهو عبارة عن التزام بإشراك المصابين بالأمراض غير السارية باحترام وبشكل هادف في تصميم السياسات والبرامج والحلول. وستصب نتائج المسح في تصميم السياسات والبرامج الرامية إلى تحسين الرفاه في سياق تشخيص السرطان والمشاركة في إيجاد حلول للمستقبل
وتتأثّر معظم الأسر في العالم بالسرطان، سواء بشكل مباشر - تُشخَّص إصابة شخص واحد من كل 5 أشخاص بالسرطان خلال حياته - أو كجهات قائمة على الرعاية أو أفراد الأسرة. ويُحدث تشخيص الإصابة بالسرطان أثراً واسعاً وبالغاً على صحة جميع المعنيين ورفاههم. وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "لقد ركّزت جهود مكافحة السرطان لفترة طويلة جداً على الرعاية السريرية وليس على الاحتياجات الأوسع نطاقاً للمصابين بالسرطان. ويجب ألا تتشكّل السياسات العالمية لمكافحة السرطان بفعل البيانات والبحوث العلمية وحدها، بل يجب أن تشمل أصوات ورؤى الأشخاص المصابين بالمرض.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تُشخَّص إصابتهم بالسرطان يعانون من القلق وفقدان الثقة في النفس، مع احتمال أن يتخلى عنهم عشراؤهم. وقد يعاني 70٪ أو أكثر من المصابين بالسرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من الضائقة المالية وفقدان الأصول. وقالت روث هوفمان، رئيسة المنظمة الأمريكية لمكافحة سرطان الأطفال "عندما شُخِّصت إصابة ابنتي بالسرطان، تغيّرت حياتنا بشكل جذري وبطريقة لم نكن نتوقعها. فآثار السرطان تستمر العمر كله".
ويمكن أن يؤدي فهم التجارب التي يعيشها المصابون بالسرطان وإعطاء صدى لها إلى إنشاء نظم أكثر فعالية ودعماً. ومع ذلك، لا تزال احتياجات وتفضيلات المصابين بالسرطان والقائمين على رعايتهم غير معروفة للعديد من مقدمي الخدمات وراسمي السياسات. وأوضحت الدكتورة بينتي ميكلسن، مديرة إدارة الأمراض غير السارية في المنظمة: "إننا نلتزم على المدى الطويل بوضع المصابين بالسرطان في صميم جدول الأعمال من أجل المشاركة في إيجاد حلول أفضل لهم. وستشمل هذه الحملة أربع مراحل: إصدار المسح العالمي، واستضافة مشاورات وطنية، وعرض أفضل الممارسات، وتنفيذ مبادرات يقودها المجتمع المحلي. ونحن على استعداد لفتح فصل جديد وتحسين رفاه المصابين بالسرطان".
ويتمثل طموح المسح العالمي في بلوغ أكثر من 000 100 مجيب من 100 بلد، يعيش معظمهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ومن المتوقع أن يُعلن عن نتائج المسح في أوائل عام 2023، لتُستخدم بعد ذلك في تشكيل السياسات والبرامج والخدمات الخاصة بالمصابين بالسرطان على الصعيد العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق