الأربعاء، 9 مارس 2016

بناء مستقبل للنساء في جنوب السودان

بناء مستقبل للنساء في جنوب السودان

تاريخ النشر: 09 مارس 2016

حققت ديمانش طموحها في فبراير/شباط 2015 عندما بدأت العمل لدى برنامج الأغذية العالمي من خلال المساعدة في توفير وجبات الطعام في المدارس في جميع أنحاء جنوب السودان. 
تصوير: اليكساندرا مردوك/ برنامج الأغذية العالمي
"من الصعب أن تكوني امرأة في هذا المكان"، هذا ما قالته لي ديمانش، مساعد الرصد الميداني في برنامج الأغذية العالمي. إنها تقدم النصح لمجموعة من النساء اللواتي عشن الواقع المرعب للصراع في جنوب السودان.
اليوم في اليوم العالمي للمرأة، ادعم برنامج الأغذية العالمي وانشر قصة ديمانش.
على بعد أمتار قليلة، يقيم 22,000 شخص في ملجأ تحت حماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويدركون أنهم إذا خطوا خطوة واحدة خارج سياج الأسلاك الشائكة، سوف تصبح حياتهم فوراً في خطر.
اليوم، وبعد أكثر من عامين من الحرب الأهلية، يعيش الآلاف من سكان جنوب السودان في مخيمات مثل تلك التي في العاصمة جوبا – العديد منهم ليس لديهم أي فكرة عن متى يمكنهم العودة إلى ديارهم، أو حتى إذا كان لديهم منزل يعودون إليه. هذه المخيمات ضيقة، ومزدحمة وليس فيها سوى القليل من الخصوصية.
ومع ذلك، في أحد الزوايا، ستارة رقيقة من القماش المشمع تفصل الواقع القاسي للمخيم عن نصف دائرة من الكراسي البلاستيكية حيث تتجمع النساء للتحدث مع ديمانش. إنه مكان آمن - المكان الوحيد الذي يشعرن فيه أنهن قادرات على التحدث بصراحة ودون خوف.

بناء الثقة
"معظم النساء اللاتي تحدثت معهن مصدومات من المواقف التي تعرضن لها" توضح ديمانش. "بعضهن فقدن أزواجهن في الصراع، وكثير منهن تعرضن للعنف البدني والجنسي، وحتى بعضهن تم اختطاف أطفالهن. أنا أستمع فقط وأحاول تقديم المشورة".
ديمانش تنصح النساء اللواتي أجبرن على الفرار من ديارهن بسبب الصراع. (الصورة: برنامج الأغذية العالمي / الكسندرا مردوخ)
تزور ديمانش هذا المخيم، واثنين آخرين في جوبا، كل يوم. برنامج الأغذية العالمي هو المصدر الوحيد للغذاء للناس الذين يعيشون هناك، ووظيفتها هي التأكد من وصوله إلى الجميع.
"هذا مكان صعب"، تعترف ديمانش. "في البداية، لم يكن الناس يثقون بي، بل إن البعض كان عنيفاً معي. لقد تعرضت حتى للاعتداء البدني في الماضي". ولكنها من تلك الشخصيات التي لا تنهزم بسهولة، وواصلت ديمانش العودة، دون خوف. وقالت لي الحقيقة الواقعة: "عليك أن تتعاطف معهن."  "هؤلاء الناس مصدومون. يأتي عدم الثقة نتيجة للخوف. لذا عليك أن تضع نفسك مكانهم".
الحياة في ظل صراع
عند التجول في المخيم مع ديمانش، اتضح لي إلى أي مدى يعتمدون عليها. يتوقف العديد منهم طلباً لنصيحتها، أو لتسجيل مشكلة. النساء اللواتي يلتمسن منها المشورة يثقن بها. "إنهن يطلقن عليً اسم "نيانهال" وهو يعني النعمة"، تقول ديمانش، "ولكن أنا فقط أقوم بعملي".
تعرض العديد من النساء اللاتي تحدثن إلى ديمانش للصدمة بسبب المواقف التي تعرضن لها خلال الصراع. صور: برنامج الأغذية العالمي/ جورج فومينيا.
إذا كان هناك أي شخص يمكنه فهم محنة هؤلاء النساء، فهي ديمانش. لقد ولدت أثناء حرب السودان، وأمضت طفولتها في مخيم للاجئين في أوغندا تعيش على الحصص الغذائية التي يقدمها البرنامج. "في الواقع، لقد ولدت على الطريق إلى المخيم"، توضح ديمانش. "حصلت على مساعدات من برنامج الأغذية العالمي وأنا طفلة وفكرت أنني في يوم من الأيام سوف أرغب في القيام بهذا العمل. أريد إنقاذ الأرواح ومساعدة الناس بالطريقة التي تلقيت بها المساعدة."
العمل في جنوب السودان، ليس بالضرورة أمراً سهلاً. فالممارسات السلطوية مثل الزواج المبكر والقسري تضع النساء في موقف ضعيف، ويزيد الصراع الحالي الأمر سوءاً.
اضطر أكثر من 2.3 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، أكثر من نصفهم من النساء وكلا طرفي الصراع متهمين باستخدام الاغتصاب والعنف الجنسي ضد المرأة كسلاح في الحرب.

"أي شيء يمكن للرجل أن يفعله، يمكن للمرأة أن تفعله أيضا"
حققت ديمانش طموحها في فبراير/شباط 2015 عندما بدأت العمل لدى برنامج الأغذية العالمي من خلال المساعدة في توفير وجبات الطعام في المدارس في جميع أنحاء جنوب السودان. ومع ذلك، مع علمها بمدى صعوبة ما تواجهه ودفاعها المستميت عن حقوق المرأة في بلدها، خطت ديمانش خطوة أبعد.
تقول ديمانش: "أخذت زمام المبادرة لتشكيل أندية للفتيات في المدارس حيث يقدم البرنامج الغذاء." "أردت أن أوجد أنشطة للفتيات وأساعد في بناء ثقتهن بأنفسهن. في جنوب السودان، يقول الكثير من الآباء والأمهات يجب أن تتزوجي - لا تضيعي وقتك في المدرسة. "أردت أن أعلمهم أن التعليم يعني الاستقلال والقوة. كان الطعام الذي يقدمه البرنامج حافزاً لهن للذهاب إلى المدرسة - كنت أرغب في التأكد من أنهن يعرفن أنهن يمكنهن السيطرة على مستقبلهن."
في بلد يبلغ فيه عدد المراهقات المعرضات للوفاة أثناء الولادة ثلاث مرات أكثر من الفتيات اللاتي يكملن التعليم الابتدائي، حقق برنامج الأغذية العالمي وديمانش هدفاً شبه مستحيل: انضمت أكثر من 400 فتاة من سبع مقاطعات في جنوب السودان إلى أندية الفتيات التي أنشأتها. من كرة القدم إلى مهارات النقاش. تم تشجيعهن على تعلم مهارات جديدة.
وتقول ديمانش: "كنت أريدهن أن يعرفن أن بإمكانهن تحقيق كل ما عملن من أجله. أردت لهن أن يدركن أن أي شيء يمكن للرجل أن يفعله، هن أيضاً يمكنهن فعله."
"بناء جيل من النساء المتعلمات"
منذ انتقالها إلى المخيمات للعمل مع النازحين بسبب النزاع، تأكدت ديمانش الآن أنها لا تزال يمكنها أن تحدث فرقاً. "بدون برنامج الأغذية العالمي، لن يأكل هؤلاء الناس - إنه إنجاز كبير أن تساعد في وقف معاناة شخص ما من الجوع. من خلال دوري في البرنامج، تثق هؤلاء النساء في، وهذا يضعني في موقف يمكنني من مساعدتهن فيما تعرضن له أيضاً".
سألت ديمانش عما يلزم من وجهة نظرها للمرأة لتشعر بتمكينها، وبالأمان في جنوب السودان. قالت: "أعتقد أن الأمر بسيط جداً - إنهن يحتجن إلى إنهاء الصراع. إنهن بحاجة إلى الشعور بالأمان، وبعد ذلك نحن بحاجة إلى بناء جيل من النساء المتعلمات. لأنه بمجرد أن يحدث ذلك، فإنهن لن يكن ضعيفات".
http://ar.wfp.org/stories/building-future-for-women-south-sudan-ar

ليست هناك تعليقات: