الاثنين، 7 مارس 2016

40٪ من سكان المعمورة لا يحصلون على التعليم بلغة يفهمونها

افتح التقرير 

تفيد ورقة جديدة أعدها الفريق المعني بالتقرير العالمي لرصد التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأن نسبة أهالي المعمورة الذين لا يحصلون على التعليم بلغة يفهمونها تبلغ 40٪ منهم. وتذكر هذه الورقة المتعلقة بالسياسات، المعنونة "إذا كنت لا تفهم فكيف لك أن تتعلَّم؟"

أن تعليم الطفل بلغة غير لغته يمكن أن يؤثِّر سلباً على تعلُّمه، ولا سيما في حالة الأطفال الذين يعيشون في حالات الفقر.

قد شدَّدت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، على المبدأ الأساسي القائل بتعلُّم الأطفال بلغة يتكلَّمونها. وقالت "إن تشجيعَ الاحترام الكامل لاستعمال اللغة الأم في التعليم والتعلُّم والنهوض بالتنوُّع اللغوي أمران ضروريان، بالنظر إلى خطة التعليم العالمية الجديدة التي تولي الأولوية للجودة والإنصاف والتعلُّم مدى الحياة للجميع. فمفعول السياسات الجامعة لتعليم اللغات لن يقتصر على إفضائها إلى رفع مستوى التحصيل في التعلُّم بل سيتعدّاه إلى إسهامها في بث روح التسامح، وتحقيق التماسك الاجتماعي، ونشر السلام في نهاية المطاف".
ويتحسَّن التعلُّم في البلدان التي استثمرت في برامج التعليم بلغتين. ففي غواتيمالا يسجِّل التلامذة في المدارس التي تدرِّس بلغتين معدَّلات أدنى لإعادة الدراسة في الصف نفسه وللتسرب من المدرسة. كما أنهم يحصلون على درجات أداء أعلى في جميع المواد. وفي إثيوبيا شهد تعلُّم الأطفال المشاركين في البرامج التي يدرَّس في إطارها بلغتين لمدة ثماني سنوات تحسُّناً فيما يخص جميع مواد المنهاج.
وتبيِّن قاعدة البيانات العالمية بشأن التفاوت في التعليم (WIDE) الخاصة بالتقرير العالمي لرصد التعليم توزُّع الدارسين في البلدان من حيث تحصيلهم التعلُّمي بحسب اللغة التي يجري بها تقييمه:
-       في كوت ديفوار بلغت نسبة الذين تعلَّموا مهارات القراءة الأساسية في عام 2008 من بين تلامذة الصف الخامس الذين يتكلَّمون في المنزل اللغة التي تُجرى بها الامتحانات 55٪ مقابل 25٪ من التلامذة الذين يتكلَّمون في المنزل لغة أخرى؛
-       في جمهورية إيران الإسلامية بلغت نسبة من اكتسب مهارات القراءة الأساسية من بين تلامذة الصف الرابع الذين لا يتكلَّمون الفارسية في المنزل 80٪ مقابل أكثر من 95٪ لدى التلامذة الذين يتكلَّمونها في المنزل؛
-       في هندوراس عام 2011 بلغت نسبة من اكتسبوا مهارات القراءة الأساسية في المدرسة الابتدائية من بين تلامذة الصف السادس الذين يتكلَّمون في المنزل اللغة المعلَّم بها 94٪ مقابل 62٪ لدى أولئك الذين لا يتكلَّمونها في المنزل؛
-       في تركيا عام 2012 قاربت نسبة التلامذة الفقراء البالغين من العمر 15 سنة الذين لا يتكلَّمون التركية والذين اكتسبوا من مهارات القراءة ما يفي بمتطلبات الحد الأدنى 50٪ مقابل المتوسط الوطني البالغ 80٪.
وتبيِّن الورقة أن فرض لغة غالبة من خلال النظام المدرسي في البلدان المتعددة الإثنيات، مثل تركيا ونيبال وباكستان وبنغلاديش وغواتيمالا، كثيراً ما كان، على الرغم من مجيئه في بعض الحالات بمثابة خيار تقضي به الضرورة، مبعثاً لتظلُّم مرتبط بمسائل التفاوت الاجتماعي والثقافي الأوسع نطاقاً.
ويقول هارون بينافو (Aaron Benavot)، مدير التقرير العالمي لرصد التعليم الذي تصدره اليونسكو، إن اللغة يمكن أن تكون سلاحاً ذا حدين. "فهي إذ تعزِّز لدى الفئة الإثنية الناطقة بها الروابطَ الاجتماعية وحسَّ الانتماء، يمكن أيضاً أن تتحول إلى أساس لتهميش هذه الفئة. فينبغي أن تضمن سياسة التعليم لجميع الدارسين، بمن فيهم الناطقون بلغات الأقليات، الانتفاع بالمدرسة بلغة يعرفونها".
وتنطوي الوثيقة على توصيات هامة لضمان تعليم الأطفال بلغة يفهمونها:
1 -    يتعيَّن أن يُوفَّر التعليم باللغة الأم لمدة ست سنوات على الأقل بغية استدامة المكاسب المتأتية عن التعليم بها في مرحلة الدراسة المبكرة؛
2 -    ينبغي أن يُعترف في سياسات التعليم بأهمية التعلُّم باللغة الأم: بيَّن استعراض لخطط التعليم لأربعين بلداً أن أقل من نصفها فقط يقرّ بأهمية تعليم الأطفال باللغة التي يتكلَّمونها في المنزل، ولا سيما في مرحلة الدراسة المبكرة؛
3 -    يتعيَّن تدريب المعلِّمين على التعليم بلغتين وفهم احتياجات الدارسين باللغة الثانية: نادراً ما يكون المعلِّمون متأهبين لواقع صفوف التدريس بلغتين، بما في ذلك مُعِينات التدريس الجامعة واستراتيجيات التقييم المناسبة. فنسبة المعلِّمين الـمدرَّبين الذين أعربوا عن الثقة بشأن التعليم باللغات المحلية لا تتعدى 8٪ في السنغال و2٪ في مالي.
***
المصدر 
http://www.unesco.org/

ليست هناك تعليقات: