عدد الفتيات اللاتي لا يلتحقن مطلقاً بالمدارس يساوي ضعفي عدد الصبيان غير الملتحقين بها، وفقاً لأطلس اليونسكو الإلكتروني
باريس، 2 آذار/ مارس ـ تفيد البيانات الجديدة التي وفرها معهد اليونسكو للإحصاء* بأن ما يقرب من 16 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و11 سنة لن يلتحقن مطلقاً بالمدارس الابتدائية، مقابل 8 ملايين صبيّ غير ملتحقين بها إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية على ما هي عليه.
إن أطلس اليونسكو الإلكتروني المتعلق بأوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم، الذي صدر قبل الاحتفال باليوم الدولي للمرأة (8 آذار/ مارس)، يُبين أن الفتيات هن أكثر عرضة للحرمان من حقهن في التعليم، وذلك رغم كل الجهود المبذولة والتقدم المحرز خلال السنوات العشرين الماضية.
ما زالت الفوارق بين الجنسين تبلغ أعلى مستوياتها في الدول العربية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي جنوب وغرب آسيا.
فوفقاً للبيانات التي يوفرها معهد اليونسكو للإحصاء، ثمة 9.5 ملايين فتاة لا يلتحقن مطلقاً بالمدارس مقابل خمسة ملايين صبي غير ملتحقين بها. وعلى وجه الإجمال، فإن أكثر من 30 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة غير ملتحقين بالمدارس في هذه المناطق. ويلتحق بعض هؤلاء الأطفال بالمدارس في سن متقدمة، غير أن عدداً كبيراً من الأطفال الآخرين، معظمهم من الفتيات، ما زالوا مستبعدين تماماً من النظام التعليمي.
أما التباين بين الجنسين فهو أكثر حدة في جنوب وغرب آسيا، حيث أن 80% من الفتيات غير ملتحقات بالمدارس ولن يتمكنَّ البتة من الالتحاق بالتعليم النظامي، مقابل 16% من الصبيان غير الملتحقين بالمدارس. وينطبق هذا الأمر على أربعة ملايين فتاة، مقابل نحو مليون صبيّ.
إن أغلب الأطفال المستبعدين من المدارس في الدول العربية من الفتيات، رغم أنه من المستحيل توفير تقديرات دقيقة بسبب النزاعات التي تتفاقم حدتها في المنطقة.
"إننا لن نحقق أبداً أهداف التنمية المستدامة، إنْ لم نكافح التمييز والفقر اللذين يؤثران على حياة الفتيات والنساء من جيل إلى جيل. وعلينا أن نعمل على كافة المستويات بدءاً من الشعوب وانتهاءً بالقادة، وذلك لإدراج المساواة والإدماج في صميم كافة السياسات ذات الصلة من أجل أن يلتحق جميع الفتيات، أيّاً كان وضعهن، بالمدارس ويصبحن مواطنات مستقلات"، قالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا.
يُبين الأطلس الإلكتروني المتعلق بأوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الفوارق التي تفصل بين الجنسين، من مرحلة التعليم الابتدائي حتى مرحلة التعليم العالي، استناداً إلى آخر البيانات التي وفرها معهد اليونسكو للإحصاء. ويُظهر هذا الأطلس، بما يضمه من نحو 100 من الخرائط والرسوم البيانية التفاعلية، المسارات التعليمية للفتيات والصبيان الذين ينتمون إلى أكثر من 200 بلد وإقليم.
ومن جانبها، قالت سيلفيا مونتويا، مديرة معهد اليونسكو للإحصاء: "إننا نرى بوضوح نشأة أوجه الظلم وكيف أنها تتراكم في حياة الفتيات والنساء الأكثر تهميشاً. كما تظهر البيانات أن الفتيات اللاتي يلتحقن بالمدارس الابتدائية وينتقلن إلى مرحلة التعليم الثانوي تتوافر لهن فرص للحصول على نتائج أفضل من تلك التي يحصل عليها الصبيان ولمواصلة دراساتهن".
أتحتاجون إلى خريطة تفاعلية أو إلى رسم بياني لمقالتكم أو مدونتكم أو موقعكم على الإنترنت؟ يمكنكم بسهولة دمج وتقاسم الخرائط والرسوم البيانية باستخدام أطلس اليونسكو الإلكتروني المتعلق بأوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم، الذي يجري تحديثه آلياً مع آخر البيانات المتاحة.
يوفر معهد اليونسكو للإحصاء بيانات سنوية عن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس وعن التقديرات المتعلقة باحتمالات التحاقهم بالنظام المدرسي. وجدير بالذكر أن عدد الفتيات والصبيان المعرضين للاستبعاد من النظام التعليمي قد يتفاوت بشكل كبير من عام إلى آخر، وذلك بسبب تقلبات عمليات تقدير عدد السكان
المصدر: UNESCO
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق