الأحد، 17 يناير 2016

خطة ‫‏الأمين العام‬ الشاملة لمنع ‫ التطرف العنيف‬

خطة ‫#‏الأمين_العام‬ الشاملة لمنع ‫#‏التطرف_العنيف‬ 
استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب
خطة عمل لمنع التطرف العنيف
تقرير الأمين العام // الأمــم المتحـدة/674 / 70 / A
أولا - مقدمة 
1- إن في التطـرف العنيـف إسـاءة لمقاصـد الأمـم المتحـدة ومبادئهـا
فهـو يقـوض السـلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، ولا يسلم أي بلد أو منطقة من آثاره
2- وتتناول خطـة العمـل لمنـع التطـرف العنيـف مسـألة التطـرف العنيـف في الحـالات الـتي يفضــي فيهــا إلى الإرهــاب، وتعالجهــا
والتطــرف العنيــف ظــاهرة تتســم بــالتنوع وتفتقــر إلى
تعريف محدد. وهو ليس بالأمر الجديد،ولا يقتصر على منطقة أو جنسية بعينها أو علـى نظـام عقائـدي معـين. ومـع ذلـك، فـإن جماعـات إرهابيـة مثـل تنظـيم الدولـة الإسـلامية في العـراق والشام وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام قد شكلت، في السنوات الأخيرة، ملامح تصـورنا للتطــرف العنيــف وحــددت معــالم النقــاش المتعلــق بكيفيــة التصــدي لهــذا التهديــد. ورســالة التعصـب - الــديني والثقــافي والاجتمـاعي - الــتي تبثهــا هــذه الجماعـات كانــت لهــا عواقــب وخيمـة في العديـد مـن منـاطق العـالم. وهـي تسـعى، بحيازهتـا للأراضـي واسـتخدامها وسـائط التواصل الاجتماعي لإيصال أفكارهـا وإنجازاهتـا آنيـا إلى مختلـف أرجـاء العـالم، إلى تحـدي قـيم
السلام والعدالة والكرامة الإنسانية التي نشترك فيها جميعـا. 
وقـد أدى انتشـار التطـرف العنيـف إلى زيـادة تفـاقم أزمـة إنسـانية غـير مسـبوقة تتجـاوز حـدود المنطقـة الواحـدة فقـد فـر ملايـين
الأشـخاص مـن المنـاطق الـتي تسـيطر عليهـا الجماعـات الإرهابيـة والجماعـات المتطرفـة العنيفـة.وزادت تدفقات الهجرة بعيدا عن مناطق النـزاع، طلبا للأمان، بل وباتجـاه هـذه المنـاطق أيضـا،تحـت إغـراء المشـاركة في النــزاع كمقـاتلين إرهـابيين أجانـب، ممـا يزيـد في زعزعـة اسـتقرارالمناطق المعنيـة. ومـع أن خطـة العمـل أُعـدّت ضـمن هـذا السـياق، فـإن الغـرض منـها التصـدي للتطرف العنيف بجميع أشكاله، أينما وقع. 
3- وما من شيء يمكن أن يبرّر التطرف العنيف، لكن علينا أن نعترف أيضا بأنـه لا ينشـأمـن فـراغ. فخطابـات الـتظلم والظلـم - سـواء كـان فعليـا أو متصـورا - والوعـد بـالتمكين والتغيير الكاسح تجد آذانـا صـاغية في الأمـاكن الـتي تُنتـهك فيهـا حقـوق الإنسـان ولا يُكتـرث
فيها بالحكم الرشيد وتُسحق فيها التطلعات. وقد تمكّن المتطرفون العنيفون من تجنيد أكثـر مـن3000 مقاتــل إرهــابي أجــنبي ينحــدرون مــن أزيــد مــن 100 دولــة عضــو للتوجــه إلى
الجمهورية العربية السورية والعراق، وإلى أفغانستان وليبيا واليمن. وممـا لا شـك فيـه أن بعـض هؤلاء سيروّعهم ما يرونه ليتنظروا بفارغ الصبر تجـاوز هـذه التجربـة، لكـن آخـرين قـد عـادوا إلى بلداهنم الأصلية - ولا شك أن المزيـد منـهم سـيعود - لنشـر الكراهيـة والتعصـب والعنـف في مجتمعاهتم المحلية.
٤ - وقد سعى اجملتمع الدولي، على مدى العقدين الماضيين، إلى التصدي للتطـرف العنيـف أساسـا ضـمن سـياق تـدابير مكافحـة الإرهـاب ذات الطـابع الأمـني الـتي اعتُمـدت للتصـدي للتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة والجماعات المنتسبة إليه. غـير أنـه مـع ظهـور جيـل جديـد من الجماعات، هناك توافق دولي متزايد على أن تدابير مكافحة الإرهاب تلـك لم تكـن كافيـة للحيلولة دون انتشار التطرف العنيف. والواقع أن ثمة فئة أوسع مـن مظـاهر التطـرف العنيـف،
وقد يؤدي الخلط بين هذين المصطلحين إلى تبرير الإفـراط في تطبيـق تـدابير مكافحـة الإرهـاب على نطاق واسع، لتشمل أشكال سلوك لا ينبغي أن ينطبق عليها وصف الأعمال الإرهابية. 
٥ - ويـــبرز مجلـــس الأمـــن، في قـــراره ٢٠١٤) ٢١٧٨) الصـــلة بـــين التطـــرف العنيـــف والإرهاب، ويشدد علـى أهميـة تماشـي التـدابير المتخـذة مـع القواعـد الدوليـة، ويسـلّم بضـرورةالمنع، ذلك أن “التطـرف العنيـف الـذي يمكـن أن يفضـي إلى الإرهـاب” يتطلـب بـذل جهـود جماعية، “بما في ذلك منـع نشـر الفكـر المتطـرف بـين الأفـراد وتجنيـدهم وتعبئتـهم لينضـموا إلى الجماعات الإرهابية والمقاتلين الإرهابيين الأجانب”. واجمللس، في ذلك القرار، “يدعو الـدول
الأعضاء إلى تعزيز الجهود الراميـة إلى مكافحـة هـذا الضـرب مـن ضـروب التطـرف العنيـف ”،ويسلّم بأنه “لا بد من الامتثال التـام لأحكـام ميثـاق الأمـم المتحـدة في تـدابير التعـاون الـدولي وأي تــدابير تتخــذها الــدول الأعضــاء لمنــع الإرهــاب ومكافحتــه”. وتعريــف “الإرهــاب” و “التطرف العنيف” هو من اختصاص الدول الأعضاء، ويجب أن يكون متفقـا مـع التزاماتـها بموجب القانون الدولي، ولا سيما القانون الدولي لحقوق الإنسان. وعلى غـرار النـهج العملـي
الذي اتبعته الجمعية العامة إزاء مكافحة الإرهاب من خلال اعتمـاد اسـتراتيجية الأمـم المتحـدةالعالمية لمكافحة الإرهاب بتوافق الآراء، فإن خطـة العمـل هـذه تتبـع هنجـا عمليـا لمنـع التطـرف
العنيف، دون الخوض في المسائل المتعلقة بالتعريف. 
٦ - وثمة حاجة إلى اتباع نهج أكثر شمولا لا يقتصر على التدابير الأمنيـة الأساسـية المتخـذة حاليا لمكافحة الإرهاب، بل يشـمل أيضـا تـدابير وقائيـة منهجيـة تعـالج بصـورة مباشـرة دوافـع التطـرف العنيـف الـتي أدت إلى ظهـور هـذه الجماعـات الجديـدة الأشـد قسـاوة. فقـد قـررت الدول الأعضاء، في ميثاق الأمم المتحدة، اتخـاذ “التـدابير المشـتركة الفعَّالـة لمنـع الأسـباب الـتي تـهدد السـلم ولإزالتـها”. وقـد جعلـتُ مـن ضـمن الأولويـات إعـادة تنشـيط الخطـة الوقائيـة
للمنظمـة، ولا سـيما فيمـا يتعلـق بمنـع النــزاعات المسـلحة والفظـائع والكـوارث والعنـف ضـد النســاء والأطفــال والعنــف الجنســي المــرتبط بالنـــزاعات، وأعلنــتُ انطــلاق مبــادرة مخصصــة
لهذا الغرض تضع حقوق الإنسان في الصدارة. وقد أكّد تقرير الفريق المستقل الرفيـع المسـتوى المعــني بعمليــات الســلام لعــام ٢٠١٥ (انظــر A/70/95-S/2015/446)، شــأنه في ذلــك شــأن
تقريــر فريــق الخــبراء الاستشــاري المعــني باســتعراض هيكــل الأمــم المتحــدة لبنــاء الســلام والخطـة المتعلقـة بـالمرأة (١) (انظر القرار A/69/968-S/2015/490) وخطة التنمية المستدامة لعـام ٢٠٣٠
والســلام والأمــن، علــى الحاجــة إلى تحقيــق التــزام جمــاعي بإنجــاح الوقايــة. وانتشــار التطــرف العنيف يزيد من أهمية الجهود الوقائية أكثر من أي وقت مضى. 
٧ - وتتناول صـراحة اسـتراتيجية الأمـم المتحـدة العالميـة لمكافحـة الإرهـاب، الـتي اعتمـدتها الجمعية العامة بالإجماع بموجب قرارها ٢٨٨/٦٠، مسألة الوقاية وتتوقـع تنفيـذا متوازنـا علـى مسـتوى ركائزهـا الأربـع كلـها، وهـي كـالآتي: (أ) معالجـة الظـروف المؤديـة إلى الإرهـاب؛
(ب) منع الإرهاب ومكافحته؛ (ج) بناء قدرات البلدان علـى مكافحـة الإرهـاب وتعزيـز دور منظومـة الأمـم المتحـدة في هـذا الصـدد؛ (د) ضـمان احتـرام حقـوق الإنسـان للجميـع وسـيادة القانون في سـياق مكافحـة الإرهـاب. وكـان هنـاك تركيـز قـوي، خـلال العقـد الماضـي، علـى تنفيذ التدابير المتخـذة في إطـار الركيـزة الثانيـة مـن الاسـتراتيجية العالميـة، أمـا الركيزتـان الأولى والرابعة فغالبا ما يتم تجاهلهما. وقبل أن تحل الذكرى السنوية العاشرة لاعتمـاد الاسـتراتيجية،في عام ٢٠١٦، هـا أنـذا أعلـن انطـلاق خطـة العمـل هـذه، مـع التركيـز علـى التـدابير الوقائيـة الرامية إلى التصـدي للتطـرف العنيـف بسـبل منـها تنشـيط التـدابير المشـمولة بـالركيزتين الأولىوالرابعة للاستراتيجية، وكفالة تنفيذ أشمل للاستراتيجية في ضوء الدروس المستفادة علـى مـدى العقد الماضي والتحديات التي قد تنشأ مسـتقبلا. وفي أحـدث اسـتعراض للاسـتراتيجية، حثـت
الجمعية جميع الدول الأعضاء على “الاتحاد ضد التطـرف العنيـف بجميـع أشـكاله ومظـاهره”.ويجب علينا، ونحن نقوم بذلك، أن نلتزم بالمبادئ وأن تكون لنـا نظـرة اسـتراتيجية، ويجـب أن نضـبط بعنايـة التـدابير المتخـذة للتصـدي لهـذه الظـاهرة. ويجـب أن نعيـد تحديـد أولوياتنـا، وأن نعزز تطبيقنا للعدالة، وأن نعيد إبرام الميثاق الاجتماعي بين الحاكم والمحكـوم. وينبغـي أن نـولي الاهتمام للأسباب التي تجعل الأفراد ينجذبون إلى الجماعات المتطرفة العنيفة. وإنـني مقتنـع بـأن إنشاء مجتمعات منفتحة ومنصفة وتعددية تحتضن الجميع وتقوم علـى الاحتـرام الكامـل لحقـوق الإنسان وتتيح الفرص الاقتصادية للجميع، يمثـل أفضـل بـديل ملمـوس ومجـد للتطـرف العنيـف
وأنجع استراتيجية تنـزع عنه جاذبيته. 
٨ - وبينمـا تحسّـن فهمنـا لـدوافع التطـرف العنيـف، وهـو مـا مكّننـا مـن تكييـف إجراءاتنـا وتحسينها، فإنه يتعين علينا أن نسرّع وتيرة تعلمنا لمواكبة السرعة التي يتطور هبـا هـذا التهديـد. وبينمـا نملـك، جماعيـا، الأدوات اللازمـة لمعالجـة العديـد مـن المظـالم الـتي تنـدرج ضـمن دوافـع التطـرف العنيـف، فإنـه يـتعين علينـا أن نـتعلم كيفيـة اسـتخدامها وإدارهتـا بفعاليـة. ومـا فتئـت كيانات الأمم المتحدة، بما فيها فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحـة الإرهـاب، ومركـز
الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والمديرية التنفيذية للجنة مكافحـة الإرهـاب، وبرنـامج الأمـم المتحـدة الإنمـائي، ومفوضـية الأمـم المتحـدة لحقـوق الإنسـان، ومنظمـة الأمـم المتحـدة للتربيـة
والعلـم والثقافـة، ومكتـب الأمـم المتحـدة المعـني بالمخـدرات والجريمـة، وتحـالف الأمـم المتحـدة للحضارات، وإدارة عمليات حفظ السلام التابعة للأمانـة العامـة، ومكتـب دعـم بنـاء السـلام،
وهيئــة الأمــم المتحــدة للمســاواة بــين الجنســين وتمكــين المــرأة (هيئــة الأمــم المتحــدة للمــرأة) ،ومبعوثي المعني بالشباب، فضلا عن العديد من أفراد أسرة الأمم المتحدة الآخرين، تعمـل علـى
قضايا تتعلق بمنع التطرف العنيف. ونحن بحاجة إلى الاستفادة من الدروس المستخلصة مـن قبـل لتحسين إجراءاتنا وجعلها أكثر فعالية. 
٩ - ولن يكتب لنا النجاح ما لم نتمكّن من تسخير مثالية وإبداع وطاقة الشباب وغيرهـم مـن الفئـات الـتي تشـعر بالحرمـان لبلـوغ هـذه الغايـة. فالشـباب، الـذين يشـكّلون اليـوم أغلبيـة السـكان في عـدد متزايـد مـن البلـدان، يجـب أن يُنظَـر إلـيهم علـى أهنـم مكسـب يجـب تمكينـه ليسهم إسهاما بناء في التنمية السياسـية والاقتصـادية جملتمعـاهتم ودولهـم. فهُـم يشـكّلون مـوردا لم يُستغَل بعد. ويجب أن نمكّنهم من النظـر إلى مسـتقبلهم نظـرة إيجابيـة، وأن نتـيح لهـم فرصـة حقيقية لتحقيق تطلعاهتم وإمكاناهتم. 
0 1- وأثناء إعداد خطة العمل هذه، استمعت باهتمام إلى آراء الدول الأعضـاء والمنظمـات الإقليمية. وتشـاورنا أيضـا مـع خـبراء داخلـيين وخـارجيين، ومـع بـاحثين وممارسـين. وأرحّـ ب بالمبـادرات المتعـددة الأطـراف الـتي شـدّدت علـى الحاجـة إلى العمـل بطريقـة خلاّقـة مبتكـرة للتصدي للتطرف العنيف.
١١ - وإن مؤسسي الأمم المتحدة يؤمنون إيمانا راسخا بمبادئنا ومقاصـدنا وقيمنـا المشـتركة.والــدول الأعضــاء ملزمــة بتكييــف إجراءاهتــا مــع الواقــع الجديــد دون التراجــع عــن التزاماتنــا
المشـتركة. وبمجـرد اعتبـار هـذه الالتزامـات المشـتركة أمـرا يمكـن الاسـتغناء عنـه، فإننـا نسـاعد بذلك من لا يحترموهنا على تحقيق مآرهبم. وبخطة العمل هذه، فإنني أعتزم التحفيز على إجـراء
مناقشـة عالميـة بشـأن أفضـل سـبل الاسـتفادة مـن مزايانـا النسـبية لمنـع التطـرف العنيـف علـى نحو فعال. 
ثانيا - أثر التطرف العنيف
١٢ - إن التطــرف العنيــف يقــوّض جهودنــا الجماعيــة الراميــة إلى صــون الســلام والأمــن الــدوليين، وتعزيــز التنميــة المســتدامة، وحمايــة حقــوق الإنســان، وتعزيــز ســيادة القــانون،والاضطلاع بالعمل الإنساني. 
ألف - السلام والأمن
١٣ - تسهم الجماعات المتطرفة العنيفة إلى حد بعيد في دورة انعـدام الأمـن والنــزاع المسـلح التي تشهدها العديد من مناطق العالم. فقد سـعى تنظـيم القاعـدة والتنظيمـات المنتسـبة إليـه إلى حمل الحكومات على تغيير سياساهتا من خلال تنظـيم حمـلات دعائيـة مغرضـة وشـن هجمـات كبرى. أما آخر موجة من الجماعات المتطرفة العنيفة والجماعات الإرهابيـة، ومنـها علـى وجـه الخصوص تنظيم الدولة الإسلامية في العـراق والشـام، فقـد نقلـت التحـدي إلى مسـتوى آخـر،إذ استفاد أعضاؤها من النــزاع المسـلح في الجمهوريـة العربيـة السـورية وحالـة عـدم الاسـتقرار في العراق وليبيـا ليسـتولوا علـى أجـزاء كـبيرة مـن الأراضـي، حيـث يمارسـون “الحكـم” وفقـا
لقواعدهم. ويتمتع هؤلاء بالقدرة على التنقل، كما أهنم مـدجّجين بالأسـلحة وملمّـين بأسـرار التكنولوجيـا ومـنظَّمين تنظيمـا جيـدا. وقـد أثبـت التـاريخ أن الحـروب “بالوكالـة” تزيـد مـن تفـاقم الأوضـاع الأمنيـة الهشـة والنــزاعات. لـذلك، فـإن الجهـات الفاعلـة الإقليميـة والدوليـة
تتحمـل مسـؤولية خاصـة عـن مسـاعدة البلـدان الـتي تعـيش حالـة نــزاع للعـودة إلى السـلام.ولذلك، فإنني أرحّب بالمبادرات البناءة الأخيرة المتخذة في سياق الفريق الدولي لدعم سـورية،الذي يعمل بالتنسيق مع مجلـس الأمـن لتشـجيع التوصـل إلى حـل شـامل للأزمـة في الجمهوريـة العربية السورية. 
٤ - ويسهم تنظيم الدولة الإسلامية وجماعـة بوكـو حـرام، بسـعيهما إلى الحلـول محـل دول قائمة ومحو الحدود الفاصلة بينها، في تقـويض سـلطة الدولـة وزعزعـة الاسـتقرار لا في الأقـاليم المعنية مباشرة فحسب، وإنما في المناطق المحيطة هبـا أيضـا. وفي مـالي، كـاد الإرهـابيون يـدمرون الهيكل الأساسي للدولة، وهو ما أثر في استقرار البلد والمنطقة برمتها. ويواصـل أعضـاء تنظـيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات الأخرى أنشطتهم في شمـال مـالي، وهـي أنشـطة تمتد آثارها لتطال البلدان اجملاورة. وهم يعرضون وجود بعثـة الأمـم المتحـدة المتكاملـة المتعـددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي وأنشـطتها للخطـر. وكمـا أشـرت إلى ذلـك في تقريـر صـدر
مؤخرا (S/2015/366)، فإن الجماعات الإرهابية تستفيد أيضا من الجريمة المنظمة عـبر الوطنيـة.وقد أقامت بعض الجماعات المتطرفة العنيفة صلات مـع شـبكات الجريمـة المنظمـة عـبر الوطنيـة
لزيـادة مواردهـا الماليـة. وتحقـق هـذه الجماعـات إيـرادات كـبيرة مـن الاتجـار بالبشـر، وتجـارةالرقيق، والاتجار بالقطع الأثرية، وبيع النفط بطريقة غـير مشـروعة. والعديـد منـها ضـالع أيضـا في عمليات الاختطاف طلبا للفدية. 
٤ - ويسهم تنظيم الدولة الإسلامية وجماعـة بوكـو حـرام، بسـعيهما إلى الحلـول محـل دول قائمة ومحو الحدود الفاصلة بينها، في تقـويض سـلطة الدولـة وزعزعـة الاسـتقرار لا في الأقـاليم المعنية مباشرة فحسب، وإنما في المناطق المحيطة هبـا أيضـا. وفي مـالي، كـاد الإرهـابيون يـدمرون الهيكل الأساسي للدولة، وهو ما أثر في استقرار البلد والمنطقة برمتها. ويواصـل أعضـاء تنظـيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات الأخرى أنشطتهم في شمـال مـالي، وهـي أنشـطة تمتد آثارها لتطال البلدان اجملاورة. وهم يعرضون وجود بعثـة الأمـم المتحـدة المتكاملـة المتعـددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي وأنشـطتها للخطـر. وكمـا أشـرت إلى ذلـك في تقريـر صـدر
مؤخرا (S/2015/366)، فإن الجماعات الإرهابية تستفيد أيضا من الجريمة المنظمة عـبر الوطنيـة.وقد أقامت بعض الجماعات المتطرفة العنيفة صلات مـع شـبكات الجريمـة المنظمـة عـبر الوطنيـةلزيـادة مواردهـا الماليـة. وتحقـق هـذه الجماعـات إيـرادات كـبيرة مـن الاتجـار بالبشـر، وتجـارة الرقيق، والاتجار بالقطع الأثرية، وبيع النفط بطريقة غـير مشـروعة. والعديـد منـها ضـالع أيضـافي عمليات الاختطاف طلبا للفدية. 
٥ - ومن الأهمية بمكان أن ندرك، في سياق التصدي لهـذا التهديـد، أن الجماعـات المتطرفـةالعنيفة هتدف إلى استفزاز الدول للإتيان بردود أفعال مبالغ فيها، ثم تستغل ما قد تتخـذه هـذه الحكومـات مـن إجـراءات غـير سـديدة لأغراضـها الدعائيـة. فقـد كـان مرتكـب جريمـة القتـل الجماعي أنديرس بريفيك يهدف صراحة، بقتله ٧٧ شخصا عام ٢٠١١، إلى زعزعة اسـتقرارالمجتمـع النرويجـي المتسـامح ببـث نـار الفتنـة بـين مختلـف مكوناتـه واسـتفزازها للمبالغـة في رد الفعل. وتتيح الالتزامات التي أخذهتا الـدول الأعضـاء علـى عاتقهـا تمشـيا مـع القـانون الـدولي،بما في ذلك صكوك حقوق الإنسان، إطارا سليما يُتصدى من خلاله لهذه الهجمات.
باء - التنمية المستدامة
١٦ - حققت البلدان التي تعاني من انتشار العنف على نطـاق واسـع نتـائج ضـعيفة في بلـوغ الأهـداف الإنمائيــة للألفيــة الـتي شــكلت خطــة التنميـة علــى مــدى السـنوات الخمــس عشــرةالماضــية. فــالتطرف العنيــف يضــاعف الشــعور بانعــدام الأمــن ويمكــن أن يــؤدي إلى انــدلاع اضـطرابات متكـررة تعـرض تَواصـل النمـو الاقتصـادي للخطـر. وأثنـاء تحديـد أهـداف التنميـة المستدامة لتوجيه عملنا خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، حذرَت الـدولُ الأعضـاء مـن أن التطـرف العنيـف يهـدد بإبطـال الكـثير مـن التقـدم المحـرز في مجـال التنميـة في العقـود الأخـيرة.وباستغلال تحديات إنمائية من قبيل أوجـه عـدم المسـاواة والفقـر وسـوء الإدارة، يزيـد التطـرف 
العنيف في شدة المظالم وينشئ بذلك حلقة مفرغـة مـن التـدهور تتضـرر منـها الفئـات المهمشـة بشكل خاص. وعلاوة على ذلك، إذ يعتبر الإرهابيون أن التعليم يشـكل هتديـدا خاصـا لانتشـار
أيــديولوجياهتم، فقــد اســتهدفوا الشــباب، ولا ســيما الفتيــات، بســبب متابعتــهم تعليمــا حــديثاباعتباره سبيلا إلى تحسين ظـروف الحيـاة لأنفسـهم وأسـرهم وإلى إقامـة مجتمعـات أفضـل. وقيـام
كل مـن جماعـة بوكـو حـرام باختطـاف الفتيـات في شـيبوك، نيجيريـا، في نيسـان/أبريل ٢٠١٤،وحركـة الشـباب بقتـل الطـلاب في غاريسـا، كينيـا، في نيسـان/أبريل ٢٠١٥، وحركـة طالبـان بمهاجمــة مدرســة الجــيش الحكوميــة في بيشــاور، باكســتان، في كــانون الأول/ديســمبر ٢٠١٤،ليست إلا بعض الأمثلة الحديثة الأكثر فظاعة عن التهديد الذي يشكله التطرف العنيف.
١٧ - وتعرقل الجماعات المتطرفة العنيفة أيضا سير العمـل اليـومي للجهـات الفاعلـة في مجـال التنمية، بما فيها الوكالات الإنمائية والأفرقة القطرية التابعة للأمم المتحدة، التي تحـاول مسـاعدة
الدول الأعضـاء علـى القضـاء علـى الفقـر والـنقص مـن أوجـه عـدم المسـاواة والاسـتبعاد. وقـد استُهدف الموظفون الميدانيون وحفظة السلام التابعون للأمم المتحدة بسبب ذلك. 
جيم - حقوق الإنسان وسيادة القانون
١٨ - تمثل الجماعات المتطرفة العنيفة تهديدا مباشرا للتمتع بحقوق الإنسان، بما فيهـا الحـق في الحيـاة والحـق في الحريـة والأمـن الشخصـي وحريـة التعـبير وتكـوين الجمعيـات وحريـة الفكـر
والضمير والدين.
١٩ - وتوجد معلومات موثوقة تشير إلى احتمال أن الإرهابيين والجماعـات المتطرفـة العنيفـة مثــل تنظــيم الدولــة الإســلامية والمنتســبين لــه ارتكبــوا انتــهاكات خطــيرة للقــانون الــدولي،
بما في ذلك الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحـرب. وتنتـهك هـذه الجماعـات أيضـا حقـوق النسـاء والفتيـات، بطـرق منـها ممارسـة الاسـترقاق الجنسـي والـزواج القسـري وخـرق حقـوقهن في التعلـيم والمشـاركة في الحيـاة العامـة. وفي المنـاطق الـتي تجـري فيهـا حاليـا عمليات تنظيم الدولة الإسلامية وغيره مـن الجماعـات الإرهابيـة والجماعـات المتطرفـة العنيفـة،يبدو أن اجملموعات الدينية والنساء والأطفال والنشطاء السياسيين والصـحفيين والمـدافعين عـن حقـوق الإنسـان، ومجموعـة المثليـات والمثلـيين وذوي الميـل الجنسـي المـزدوج ومغـايري الهويـة
الجنســية ومزدوجــي الجــنس يُســتهدفون بصــورة منهجيــة ويتعرضــون للاختطــاف والتشــريد والقتـل. وتفيـد التقـارير أيضـا أن التعـذيب والعنـف الجنسـي والجنسـاني منتشـران علـى نطـاق
واسع. ويجري تدمير أشياء ومواقع ذات أهمية تاريخية ودينية وثقافية بالغـة بصـورة عشـوائية في انتهاك للحماية التي يمنحها القانون الدولي الإنساني للتراث الثقافي.
٢٠ - ويسـهم انعـدام المسـاءلة في منـاطق التراعـات في تزايـد هـذه الجـرائم الفظيعـة. والظلـم والإفلات من العقاب يخلقان بيئة تتسم بانعدام الأمن واليـأس، ممـا يقـوض جهـود الوسـاطة في
التراعات وتسويتها، بما فيها مراحل الانتقال السياسي. فعلينا أن نضـع حـدا لإفـلات كـل مـن يرتكبون الانتهاكات والجرائم من العقاب، بمن فيهم من يرتكبون الجـرائم المنصـوص عليهـا في القانون الدولي. وفي الوقت نفسه، يجب علينا أن نتوخى اليقظة لضمان أن الجهـود الـتي تبـذلهاالـدول الأعضـاء للتصـدي للتطـرف العنيـف تحتـرم سـيادة القـانون وتوافـق التزاماهتـا المنصـوص عليهـا في القـانون الـدولي لحقـوق الإنسـان والقـانون الـدولي الإنسـاني حيثمـا ينطبقـان. فهنـاك
حقوق معينة لا يجوز الإخلال هبا حتى في فترات الطوارئ العامة التي هتدد حياة الأمة. 
دال - العمل الإنساني
٢١ - في هناية عام ٢٠١٤، شهد العالم أكبر عدد من النازحين قسرا علـى الإطـلاق، وكـان التطرف العنيف عاملا أسهم في ذلك الوضع بالكثير. وليس عدد الأشـخاص النـازحين وحـده ما يثير القلق، بل كذلك الزيادة السريعة التي عرفهـا، إذ ارتفـع مـن ٤٢,٥ مليـون شـخص إلى٥٩,٥ مليون في فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات، أي بنسبة ٤٠ في المائة. ويتعـرض الأشـخاص المشردون داخليا واللاجئون، وخاصة منهم الأطفـال، إلى المزيـد مـن مخـاطر التجنيـد القسـري،
بما في ذلك في صفوف الجماعات المتطرفة العنيفة.
٢٢ - وتعرقـل الجماعـات المتطرفـة العنيفـة بصـورة فعليـة تقـديم المسـاعدة الإنسـانية الدوليـة،بما فيهـا الأغذيـة والمسـاعدة الطبيـة الحيويـة، إلى السـكان المحتـاجين بالحـد مـن إمكانيـة وصـول
الجهات الفاعلة في اجملال الإنساني إلى المنـاطق الـتي تسـيطر عليهـا تلـك الجماعـات أو بمصـادرةإمدادات الإغاثة. وفي حالات التراع المسلح، اعتـادت الجماعـات المتطرفـة العنيفـة ألا تعـير أي اهتمـام للحمايـة التقليديـة المنصـوص عليهـا في القـانون الـدولي الإنسـاني والممنوحـة للجهـات الفاعلـة في اجملـال الإنسـاني في منـاطق الـتراع. ونتيجـة لـذلك، تم اسـتهداف العـاملين في اجملـال
الإنساني أنفسهم، حيث قُتل أو أصيب بجراح أو تعرض للاختطـاف ٣٢٩ مـن عمـال الإغاثـة في عام ٢٠١٤. ولئن لم تكن الجماعات المتطرفة هي الجهـات الفاعلـة الوحيـدة الـتي تسـتخدم
هـذه الأسـاليب، فـإن تأثيرهـا المتنـامي عامـل يسـهم بـالكثير في صـعوبات البيئـة التشـغيلية الـتي تواجه المنظمات الإنسانية.
ثالثا - سياق التطرف العنيف ودوافعه
٢٣ - خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، أجريـت بحـوث عـن دوافـع التطـرف العنيـف.غير أنه لا توجد بيانات إحصائية موثوقة عن السبل المؤدية إلى التشـدد الفـردي. وعلـى الـرغم من وجود توجهـات وأنمـاط يسـهل التعـرف عليهـا، لا يوجـد توافـق بـين آراء البـاحثين إلا في مجـالات قليلـة. وتـوحي البحـوث النوعيـة الـتي تسـتند بشـكل رئيسـي إلى المقـابلات أنـه يمكـن التمييز بين فئتين رئيسيتين من الدوافع، هما: “العوامل الدافعة”، أي الظـروفُ الـتي تـؤدي إلى التطــرف العنيــف والســياقُ الهيكلــي الــذي ينشــأ عنــه؛ و “العوامــل الجاذبــة”، أي الحــوافز والتجـارب الشخصـية الـتي تـؤدي دورا رئيسـيا في تحويـل الأفكـار والمظـالم إلى أفعـال متطرفـة
عنيفــة. ومــن الضــروري إجــراء مزيــد مــن البحــوث النوعيــة والكميــة حــول هــذه الظــاهرة المتغيرة باستمرار.
ألف - الظروف المؤدية إلى التطرف العنيف وسياقه الهيكلي
٢٤ - تشـير الأدلـة النوعيـة المتـوافرة إلى وجـود دوافـع متكـررة معيّنـة، تشـترك فيهـا طائفـةمتنوعة من البلدان والمناطق، وتؤدي إلى التشدد والتطرف العنيف بمعزل عن العوامـل الأخـرى أحيانا وبالمزج بينها أحيانا.قلة الفرص الاجتماعية والاقتصادية
٢٥ - إن البلدان التي تفشل في تحقيق مستويات عالية ومستدامة من النمو، وفي إيجـاد فـرص العمل اللائق لشباهبا، والنقص مـن الفقـر والبطالـة، وتعزيـز المسـاواة، والسـيطرة علـى الفسـاد،وإدارة العلاقـات بـين مختلـف مكونـات اجملتمـع بمـا يتفـق والتزاماهتـا في مجـال حقـوق الإنسـان بلدان معرضة أكثر من غيرها للتطرف العنيف، وتميل إلى أن تشـهد عـددا أكـبر مـن الأحـداث ذات الصـلة بـه. وقـد يعتـبر المواطنـون ضـعف نتـائج التنميـة تأكيـدا لعـدم شـرعيةالحكومـة،
مما ينقص من فعالية مؤسسـات الدولـة في التصـدي للتطـرف العنيـف عنـد ظهـوره. ويمكـن أن يجعل انعدامُ فرص العمل البديلة من التنظيمات المتطرفة العنيفة مصدر دخل مُغريا. التهميش والتمييز
٢٦ - لا يتسم أي بلد بالتجانس التام، والتنوع في حـد ذاتـه لا يـؤدي إلى زيـادة تعـرض أي بلد للتطرف العنيف. غير أنه عندما يشهد بلد ما أوجـه انعـدام الأمـن مـن قبيـل نـدرة المـوارد،وعنــدما تحتكــر مجموعــة واحــدة، مهمــا يكــن وزهنــا الــديمغرافي، جميــع القطاعــات السياســيةوالاقتصادية على حساب اجملموعات الأخرى، يتزايـد احتمـال التـوترات بـين الطوائـف وعـدم المسـاواة بـين الجنسـين وحـالات التـهميش والاسـتبعاد والتمييـز، علـى نحـو مـا يتـبين في تقييـدإمكانيـة الحصـول علـى الخـدمات العامـة وفـرص العمـل وفي عرقلـة التنميـة الإقليميـة وحريـةالـدين. وذلـك بـدوره قـد يـدفع بمـن يشـعرون بالحرمـان إلى معانقـة التطـرف العنيـف كوسـيلة
لتحقيق أهدافهم.سوء الإدارة وانتهاكات حقوق الإنسان وسيادة القانون
٢٧ - يميــل التطــرف العنيــف إلى الازدهــار في بيئــة يطبعهــا ســوء الإدارة وأوجــه قصــورالديمقراطية والفسادُ وثقافة الإفلات من العقاب على السلوكيات غـير المشـروعة الـتي ترتكبـها الدولة أو وكلاؤها. وعندما يمتزج سوء الإدارة بالسياسـات القمعيـة والممارسـات الـتي تنتـهك حقوق الإنسـان وسـيادة القـانون، تميـل قـوة مُغرِيـات التطـرف العنيـف إلى التزايـد. ويمكـن أن تفسح انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تُرتكب باسم أمن الدولة اجملـالَ للتطـرف
العنيف بتهميش الأفراد وتنفير فئات هامة، فتدفع بذلك اجملتمعات إلى تأييـد أفعـال الجماعـات المتطرفة العنيفة والتعـاطف معهـا والمشـاركة فيهـا. وتحـاول الجماعـات المتطرفـة العنيفـة بنشـاط
أيضا أن تستغل القمع الذي تمارسه الدولة وغيره من المظالم في صـراعها ضـد الدولـة. وبالتـالي يبـدو أن الحكومـات الـتي تلجـأ إلى الاسـتجابات الأمنيـة القمعيـة الغليظـة الـتي تنتـهك حقـوق
الإنسـان وسـيادة القـانون، مثـل تصـنيف فئـات معينـة مـن السـكان واسـتخدام تقنيـات المراقبـة الاقتحامية وإعلان حالة الطوارئ لفترات مطولة، هي الحكومات الـتي تكثـر لـديها الجماعـات المتطرفة العنيفة. ويزيد الشركاء الـدوليون الـذين يتورطـون في مثـل هـذه الأفعـال الحكوميـة في إفساد ثقة الناس في شرعية النظام الدولي ككل.
٢٨ - ويمكـن أن تجـد الجماعـات المتطرفـة العنيفـة فرصـا تسـتغلها في انعـدام الجهـود الكافيـة الراميـة إلى إعمـال الحقـوق الاقتصـادية والاجتماعيـة والثقافيـة وفقـا للالتزامـات الدوليـة، وهـو مـا يتفـاقم بـالتمييز ضـد الجماعـات علـى أسـس إثنيـة أو قوميـة أو جنسـانية أو عرقيـة أو دينيـة أو لغوية، وبانعدام الحيز الديمقراطي أو تقييده. ومؤسسات الدولة التي لا تفـي بصـورة ملائمـة بالتزاماهتا الدولية بضـمان هـذه الحقـوق يمكـن أن تغـذي المظـالم وأن تقـوض فعاليتـها بنفسـها، بل يمكن أن تقوض حتى المعايير الاجتماعية والتماسك الاجتماعي.
٢٩ - وبالإضافة إلى ذلك، يجب إيلاء مزيد من الاهتمام لوضع اسـتراتيجيات وبـرامج فعالـة لإعادة الإدماج، تمتثل للجوانب الجنسـانية وحقـوق الإنسـان، لفائـدة الأشـخاص الـذين أدينـوا
من أجل جرائم تتصل بالإرهاب والمقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين. 
النزاعات الطويلة الأمد والتراعات التي لم تتم تسويتها
٣٠ - تميـل النــزاعات الطويلـة الأمـد والتراعـات الـتي لم تـتم تسـويتها إلى تـوفير تربـة خصـبة
للتطــرف العنيــف، لا بســبب المعانــاة وانعــدام الحوكمــة النــاجمين عــن الــتراع ذاتــه فحســب،بل أيضا لكون هـذه التراعـات تمكـن الجماعـات المتطرفـة العنيفـة مـن اسـتغلال المظـالم العميقـة
الجذور لحشـد الـدعم وللسـيطرة علـى الأراضـي والمـوارد والـتحكم في السـكان. ويجـب اتخـاذ تــدابير عاجلــة لتســوية النـــزاعات الــتي طــال أمــدها، فتســوية تلــك التراعــات ســتقوض تــأثير
الخطابـات اللئيمـة الـتي تروجهـا الجماعـات المتطرفـة العنيفـة. وعنـدما نفشـل في الوقايـة، فـإن أحسن استراتيجية نتبعها من أجل ضمان السلام الدائم والتصدي للتطـرف العنيـف تسـتوجب إيجاد حلول سياسية شاملة للجميع والخضوع للمساءلة.نشر الفكر المتشدد في السجون
٣١ - تُبين البحوث أن المعاملـة القاسـية في مرافـق الاحتجـاز يمكـن أن يكـون لهـا دور يتسـم بقـدر محيِّـر مـن القـوة في تجنيـد عـدد كـبير مـن الأفـراد الـذين انضـموا إلى الجماعـات المتطرفـةالعنيفة والتنظيمات الإرهابية. وقد تم تحديد العديد من العوامل التي تحفز السـجناء علـى طلـب الحمايــة بالانضــمام إلى الجماعــات، ومنــها ظــروف الاحتجــاز والمعاملــة اللاإنســانية للــنزلاء،وفسـاد المـوظفين وضـباط الأمـن، وأنشـطة العصـابات، وتعـاطي المخـدرات، وانعـدام الأمـن والمرافق الملائمة، والاكتظاظ. وينبغي اتخاذ تدابير وقائيـة لمنـع انتشـار الأيـديولوجيات المتطرفـة بين السجناء الآخرين مع المحافظـة علـى الحمايـة الممنوحـة بموجـب القـانون الـدولي للأشـخاص
المحرومين من حريتهم، بما في ذلك احترام المعايير والقواعد الدولية المتعلقة بالحبس الانفرادي.
بـاء - أساليب انتشار الفكر المتشدد
٣٢ - على الرغم من أن الظروف المؤدية إلى التطرف العنيـف تشـمل مجموعـات كاملـة مـن السكان، لا ينقاد إلى الفكر المتشدد ولا يلجأ إلى العنف إلا عـدد قليـل مـن الأفـراد في الواقـع.والدوافع الشخصية المعقدة واختيارات الإنسان لها دورها الهام في استغلال هذه الظـروف وفي تحويل الأفكار والمظالم إلى أعمال عنف.الخلفيات والدوافع الشخصية
٣٣ - يمكن لتجربـة شخصـية سـلبية تتنـاغم مـع خطـاب الأيـديولوجيات المتطرفـة العنيفـة أن تزيـد في احتمـال أن يعـانق الشـخص التطـرف العنيـف. وتتفـاوت الـدوافع الشخصـية لتشـمل
ما هو جدي ومـا هـو تافـه: فقـد أفـاد بـاحثون عـن أحـداث متنوعـة تـدفع إلى التطـرف ، منـها التعــرض للتعــذيب أو مشــاهدته، ومقتــل أحــد الأقــارب أو الأصــدقاء علــى يــد قــوات أمنيــة أو دولة أجنبية، والمحاكمات غير العادلة، وفقدان الممتلكـات، وإهانـة أحـد الأبـوين، بـل أيضـارفض منح القروض الشخصية.
٣٤ - وفي حـين أن بعـض الأشـخاص الحاصـلين علـى تعلـيم عـال يضـطلعون بـأدوار هامـة في تنظيمات متطرفـة عنيفـة، فـإن الكـثير مـن الأعضـاء مـن ذوي المسـتويات التعليميـة المتدنيـة،إذ لا يكملون الدراسة الثانوية في أغلـب الأحيـان. ولا يتعـدى إلمـام عـدد كـبير منـهم بـالقراءة والكتابة المستوى الابتدائي، ولم يكتسـبوا أي معرفـة بشـؤون الـدين ولم يتلقـوا أي تعلـيم فيهـا تقريبا، مما يجعلهم عرضة لـتلقين العقائـد. والأرجـح أهنـم اشـتركوا في جـرائم صـغرى وأنشـطة
غير مشروعة قبل تورطهم مع الجماعات المتطرفة العنيفـة. كمـا أن العضـوية في الجماعـة تنمـي الشعور بالانتماء أو الانعتاق من وطأة الاستبعاد أو العزلة أو تفسخ المجتمع. المظالم الجماعية والشعور بالتعرض للإيذاء
٣٥ - يمكـن للموروثـات التاريخيـة أو المظـالم الجماعيـة النابعـة مـن التسـلط والقمـع والقهـرأو التـدخل الأجـنبي أن تشـكل أساسـا تقـوم عليـه خطابـات التعـرض للإيـذاء. ويمكـن أن تـثير تلك الخطابات ردود فعل عاطفية بسيطة وقوية تستغلها عند ذلك الجماعات المتطرفة العنيفـة،إذ يتم التشبث بذكرى الأعمال القمعية الماضية أو الحاضرة، فعلية كانت أو متصـورة، لتغذيـة الرغبة في الانتقام من مرتكبيها.
تحوير المعتقدات والأيديولوجيات السياسية والاختلافات العرقية والثقافية وإساءة استخدامها
٣٦ - تحــــوِّر الجماعــــات المتطرفــــة العنيفــــة المعتقــــدات الدينيــــة والاختلافــــات العرقيــــةوالأيديولوجيات السياسية وتسيء استخدامها، بخبث، مبتغيـة مـن وراء ذلـك إضـفاء الشـرعيةعلـى أفعالهـا وتعزيـز مطالباتـها بالأراضـي وتجنيـد الأتبـاع. والغايـة مـن تحـوير الـدين وإسـاءة استخدامه هي التفرقة بين الأمم والثقافات والشـعوب، ممـا يقـوض إنسـانيتنا. ويكتسـي القـادةالدينيون والمجتمعيون أهمية حاسمة في إرشاد أتبـاعهم المعرضـين لتـأثير التطـرف حـتى تكـون لهـم القـدرة علـى رفـض الأيـديولوجيات العنيفـة، وفي إتاحـة فـرص التحـاور والتنـاظر في مـا بـين الأديان وفي إطار الدين الواحد، 
خطة ‫‏الأمين العام‬ الشاملة لمنع ‫ التطرف العنيف‬ 

ليست هناك تعليقات: