الخميس، 18 فبراير 2016

العمل وسط أوضاع هشة: تحقيق نتائج في الخدمات الأساسية بفلسطين



العمل وسط أوضاع هشة: تحقيق نتائج 

في الخدمات الأساسية بفلسطين

2016/02/17


Image
مدفن المنيا للنفايات- حماية المياه الجوفية من خلال تجميع المياه المرتشحة في حوض منشأ بمواصفات خاصة ومبطّن بغشاء أرضي

نقاط رئيسية
سنَّ اليونانيون القدماء قوانين للحفاظ على نظافة مدنهم وخلوها من النفايات
 الصلبة. والآن في القرن الحادي والعشرين، تساند مجموعة البنك الدولي
 الخدمة الأهم من بين الخدمات العامة الأساسية من خلال افتتاح مكبّات
حديثة للقمامة في فلسطين للتخلص بطريقة صحية من النفايات في
 مناطق تضم مئات الآلاف من السكان.
رغم ضخامة التحديات المرتبطة بمشاريع البنية التحتية كبيرة الحجم
في منطقة متأثرة بالصراع مثل فلسطين، فإن مجموعة البنك الدولي
 قامت بإجراءات تدخلية ناجحة بإنشاء مكبّات جديدة للقمامة
وكذلك في إغلاق المكبات غير القانونية والضارة.
يؤدي برنامج البنك للتخلص من النفايات المنزلية إلى تعزيز
 تنمية المؤسسات والموارد البشرية، وكذلك تشجيع الاحتواء الاجتماعي
، والتفاعل مع الجمهور، وتحقيق الاستدامة من خلال 
شراكات بين القطاعين العام والخاص.

قبل 320 عاما من الميلاد، قام اليونانيون القدماء بسن قوانين تحظر على الناس إلقاء النفايات
 أو تركها تتراكم في الشوارع والطرق غير المعبدة. فقد أدركوا أن إلقاء القمامة المنزلية
وإحراق النفايات الصلبة بشكل غير سليم يؤديان إلى زيادة التلوث وتعريض الصحة
العامة للخطر- مثلما يحدث الآن في فلسطين، فإحراق النفايات المنزلية وإلقاؤها في
مكبّات غير قانونية يثيران قلق مجموعة البنك الدولي.

وفي عام 2000، بدأ البنك الدولي في تنفيذ برنامج يستهدف حماية الصحة
العامة والموارد الطبيعية النادرة في فلسطين من خلال إغلاق المكبّات العشوائية
بطريقة صحية، وتطوير مدافن القمامة الخاضعة للرقابة بدلاً منها، وبناء قدرات
 المؤسسات الفلسطينية على إدارة برامج مستدامة للنفايات.

زهرة الفنجان هي زهرة يشيع وجودها حول منطقة المدفن الصحي في جنين شمال الضفة الغربية.
 وهو أيضا اسم الصفحة التي أنشأها مجلس جنين للخدمات المشتركة على فيسبوك من أجل
رفع التوعية بنظامه الجديد لإدارة النفايات الصلبة- بما في ذلك المدفن الذي بدأ التشغيل
منذ يوليو/تموز 2007. وأصبحت هذه الصفحة منبراً لمشاركة المواطنين وأداةً يستخدمونها
 لنشر مخاوفهم ومقترحاتهم وإشاداتهم.

يخدم مشروع إدارة البيئة والنفايات الصلبة الآن جميع مناطق شمال الضفة الغربية،
حيث زاد نطاق تغطيته للسكان بواقع ثلاثة أمثال من 200 ألف إلى 600 ألف شخص،
ليغطي محافظات جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية، بالإضافة إلى القيام مؤقتاً بمعالجة
مواد النفايات الواردة من مدينتي رام الله والبيرة في وسط الضفة الغربية لأن مقالب القمامة بهما صدر أمر بإغلاقها.
على الرغم من الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية شديدة الهشاشة في تلك المنطقة،
فإن هذا المدفن الصحي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث إنه مجهَّز حالياً
 بجسر للوزن وإصدار الفواتير آلياً. ولا تزال بيئة تشغيله غير مستقرة، لاسيما مع إرجاء
التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع ذلك، ففي عام 2009
 قرر البنك توسيع نطاق برنامجه ليشمل جنوب الضفة الغربية. وتُعتبر الخليل وبيت لحم
 أفقر محافظتين في الضفة الغربية، لكنهما تنتجان 20 في المائة من إجمالي النفايات الصلبة في الضفة.

هناك مكب صحي آخر في المنيا، جنوب شرق محافظة بيت لحم، بدأ تشغيله في سبتمبر/أيلول 2014.
ويخدم هذا المدفن الآن 33 بلدية تعداد سكانها 840 ألف نسمة. ومنذ إغلاق مقالب القمامة التسعة عشر
 الموجودة في المحافظتين لأسباب صحية، زادت قيمة الأراضي في المناطق المحيطة. وتم استعادة النفايات
 من المعادن والمواد البلاستيكية والورق والورق المقوى والكرتون وبيعها إلى القطاع الخاص لإعادة تدويرها.
وتم أيضا تجميع الإطارات وبيعها لأغراض تصنيع القرميد. ومن الناحية الاجتماعية، وفر المشروع سبيلا
مستداما لكسب الرزق لكافة المنقبين في النفايات البالغ عددهم 95 فردا والعاملين في أحد مقالب القمامة.
 ويقدم المواطنون ملاحظاتهم من خلال رسائل نصية قصيرة وعلى الصفحة الخاصة على فيسبوك.
وتتيح هذه الملاحظات فرصا لمقدّمي الخدمات لتحسين جودة الخدمات والاستجابة لأي أحياء تتعرض للإهمال.
 وتم إعداد نظام حديث للإدارة والمعلومات الجغرافية مزوّد بإمكانيات للملاحة من أجل مراقبة الخدمة
بما في ذلك حركة أسطول شاحنات جمع القمامة، ونظافة الشوارع، وإصدار الفواتير، وإعداد تقارير الإيرادات.

Image
جنوب الضفة الغربية، جامعو النفايات.

مشروع إدارة النفايات الصلبة في جنوب الضفة الغربية هو واحد من أوائل مشاريع دفن النفايات
 لمجموعة البنك الدولي التي تجرِّب تطبيق نهج يستند إلى النتائج ويربط الدعم بتقديم الخدمات.
فإذا قامت البلديات بتحسين الخدمات التي تقدمها للناس بشكل ملموس، فإنها ستحصل على دعم
مقابل رسوم التخلص من النفايات التي يفرضها المدفن. ويقدم هذا النهج حوافز لتحسين جودة
إحدى الخدمات الأساسية، وهو ما يؤثر بدوره على رغبة العملاء في دفع مقابلها. وهذا المدفن
 هو أيضا أول منشأة لدفن النفايات الصلبة في الضفة الغربية تعمل بموجب عقد للشراكة بين
 القطاعين العام والخاص مع إحدى الشركات الخاصة الدولية المعروفة.

يواجه قطاع غزة تهديدات صحية وبيئية خطيرة. فقد أدى حجم الخراب الناجم عن الحصار
الاقتصادي منذ قرابة عشر سنوات والحرب التي شهدها القطاع في صيف عام 2014 إلى
 تفاقم الأوضاع المعيشية السيئة في منطقة صغيرة مكتظة بالسكان. ولاشك أن هذين العاملين
 يجعلان التنمية إحدى الأولويات الأكثر إلحاحاً. والنظام القائم لإدارة النفايات الصلبة متخم
 بالمقالب المفتوحة والممتلئة عن آخرها والتي تشكل أخطارا صحية وبيئية لكلٍ من المنقبين
 في النفايات والمجتمعات المحلية المحيطة.

في عام 2014، قام البنك مع شركائه من الجهات التمويلية بتوسيع نطاق برنامجه لإدارة النفايات الصلبة
ليشمل قطاع غزة. وسيقوم مشروع إدارة النفايات الصلبة في غزة بإنشاء نظام جديد يتضمن مدفنا صحيا
 يتم تصميمه وإنشاؤه وفقاً للمعايير الدولية وتطبيق خطة حديثة لتجميع النفايات في وسط وجنوب قطاع غزة.
 وبمجرد تشغيل هذا النظام، فإنه سيخدم حوالي 750 ألف شخص، أي ما يشكّل قرابة نصف سكان قطاع غزة.
ويهدف هذا المشروع الجاري تنفيذه إلى تحسين طريقة التخلص من النفايات الصلبة باستخدام آليات أكثر كفاءة
 ومقبولة اجتماعياً وغير ضارة بالبيئة. وسيؤدي المشروع أيضا إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمساءلة العامة
 من خلال حملات التوعية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها فيسبوك والرسائل النصية القصيرة
 وموقع إلكتروني تفاعلي.

وفي بيئة دولة هشة أو مكان يشهد تحديات سياسية، يجب أن تتحلى الحكومة المحلية بقدر كبير
 من الإرادة لتسعى نحو تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين. وإن كان ذلك لن يحدث بدون إقامة شراكات
قوية مع المجتمع الدولي. وتحسين هذه الخدمات الأساسية وهي من أقدم الخدمات - وهي إدارة القمامة أو
 النفايات الصلبة- هو جزء من الإستراتيجية العالمية لمجموعة البنك الدولي والرامية إلى حماية حياة الناس
 وتحسين أحوالهم المعيشية وآفاق مستقبلهم.
http://www.albankaldawli.org/

ليست هناك تعليقات: